الضمائر وأنواعها | الضمير المتصل
الضمائر وأنواعها | الضمير المتصل
    |         |         |    

  الضميرُ: ما يُكنى به عن مُتكلمٍ أو مخاطبٍ أو غائبٍ، فهو قائمٌ مَقامَ ما يُكنى به عنه، مثل: "أنا وأنتَ وهو"، وكالتاءِ من "كتبتُ وكتبتَ وكتبتِ" وكالواوِ من "يكتبون"؛ وهو سبعةُ أنواعٍ: مُتَّصلٌ، ومنفصلٌ، وبارزٌ، ومستترٌ، ومرفوعٌ، ومنصوبٌ، ومجرور.
الضمير المتصل
  الضَّميرُ المتصلُ: ما لا يُبتدأُ به، ولا يقعُ بعد "إلا" إلاَّ في ضَرورة الشعر. كالتاءِ والكاف من "أكرمتُكَ"، فلا يُقالُ: "ما أكرمتُ إلاّكَ". وقد وردَ في الشعر ضَرورةً، كما قال الشاعر:
*وما عَليْنا إذا ما كُنتِ جارَتَنا * ألاَّ يُجاوِزنا إلاَّكِ دَيَّارِّ*
وكما قال الآخر:


*أَعوذُ بِرَبِّ العَرشِ من فِئَةٍ بَغَتْ * عليَّ، فمالي عَوْضُ إِلاَّاهُ ناصِرُ*
   وهو، إما أن يتصلَ بالفعل: كالواو من "كتبوا"، أو بالإسم: كالياءِ من "كتابي"، أو بالحرف: كالكاف من "عليك"... والضمائرُ المتصلةُ تسعةٌ، وهي: "التاءُ ونا والواوُ والألفُ والنونُ والكافُ والياءُ والهاءُ وها".
 - فالألفُ والتاءُ والواوُ والنونُ، لا تكونُ إلاَّ ضمائرَ للرفع، لانها لا تكون إلا فاعلاً أو نائبَ فاعل، مثل: "كتبا وكتبت وكتبوا وكتبْنَ".
 - "نا والياءُ": تكونانِ ضميرَيْ رفعٍ، مثل: كتَبْنا وتكتُبين واكتُبي"، وضميرَيْ نصبٍ، مثل: "أكرمني المعلم، وأكرَمَنا المعلمُ" وضميرَيْ جَرٍّ، مثل: "صرفَ اللهُ عنّي وعنّا المكروَ".
 - "والكافُ والهاءُ وها": تكونُ ضمائرَ نصبٍ، مثل: "أكرمتك وأكرمته وأكرمتها"، وضمائرَ جرّ، "أحسنتُ إليكَ وإليه وإليها". ولا تكونُ ضمائرَ رفعٍ، لأنها لا يُسند إليها.
فوائد ثلاث
  (1) واو الضمير والهاء المتصلة بها ميم الجمع خاصتان بجمع الذكور العقلاء، فلا يستعملان لجمع الإناث ولا لجمع المذكر غير العاقل.
  (2) الضمير في نحو: "جئتما وجئتم وجئتن" إنما هو التاء وحدها، وفي نحو: "أكرمكما وأكرمكم وأكرمكن" إنما هو الكاف وحدها، وفي نحو: "أكرمهما وأكرمهم وأكرمهن" إنما هو الهاء وحدها. والميم والألف اللاحقتان للضمير حرفان هما علامة التثنية. ومن العلماء من يجعل الميم حرف عماد، والالف علامة التثنية. وسميت الميم حرف عماد، لاعتماد المتكلم والسامع عليها في التفرقة بين ضمير التثنية وضمير الواحدة، وليس هذا القول ببعيد. والميم وحدها اللاحقة للضمير، حرف هو علامة جمع الذكور والعقلاء. والنون المشددة، اللاحقة للضمير؛ حرف هو علامة جمع المؤنث. ومن العلماء من ينظر الى الحال الحاضرة، فيجعل الضمير وما يلحقه من العلامات كلمة واحدة بإعراب واحد. وهذا أقرب، والقولان الأولان أحق.


  (3) تضم هاء الضمير، إلا إن سبقها كسرة أو ياء ساكنة فتكسر، تقول: "من عثر فأقله عثرته، وخذه بيده إشفاقاً عليه، وإحساناً إليه" وتقول: "هذا أبوهم، وأكرمت أباهم، وأحسنت إلى أبيهم".
  (4) يجوز في ياء المتكلم السكون والفتح، إلا إن سبقها ساكن، كألف المقصور وياء المنقوص وألف التثنية ويائي التثنية والجمع، فيجب فتحها دفعاً لالتقاء الساكنين، مثل: "هذه عصاي، وهذا راجيّ، وهاتان عصواي، ورفعت عصويّ، وهؤلاء معلميّ".
  (5) تبدل ألف "إلى وعلى ولدى" ياءً، إذا اتصلت بضمير: مثل: "إليّ، وعليه، ولديك".
نون الوقاية
   إذا لحقت ياءُ المتكلم الفعلَ أو اسمَ الفعل، وجب الفصلُ بينهما بنونٍ تُسمى (نون الوقاية)، لأنها تَقي ما تَتَّصلُ به من الكسر (أي: تَحْفَظُهُ منهُ). تقول: "أكرَمنِي، ويُكرمني، وأكرمني، وتكرمونني، وأَكرمتَني، وأكرَمتْني فاطمةُ"، ونحو: "رُوَيْدَني، وعليكَني".
   وإن لحقت الأحرفَ المُشبَّهةَ بالفعل، فالكثيرُ إثباتُها معَ "ليتَ" وحذفُها مع "لعلّ"، وبه وردَ القرآن الكريم، قال تعالى: "يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزاً عظيما"، وقال جلَّ شأنُهُ: "لعَلّي أبلُغُ الأسبابَ". وندَر حذفها مع "ليتَ" وإثباتُها مع "لعلَّ"، فالأول كقول الشاعر:
*كمُنيةِ جابِرٍ إِذ قال: لَيْتي * أُصادفُهُ وأُتلِفَ جُلَّ مالي*
والثاني كقول الآخر:
فَقُلتُ أَعيراني الْقُدومَ، لَعَلَّني * أَخُطُّ بها قَبراً لأَبيضَ ماجِدِ*
  أما مع "إنَّ وأنَّ ولكنَّ" فأنت بالخيار: إِن شئت أثبتَّها وإن شئت حذفتها.
  وإن لحقتْ ياءُ المتكلم "من وعن" من حروف الجرّ، فصلت بينهما بنون الوقاية وجوباً، وشذَّ قول الشاعر:
أَيُّها السائِلُ عنْهُم وعَني * لَسْتُ من قَيْسٍ ولا قَيْسُ مِني*
  أما ما عداهما فلا فصل بها.


جميع النصوص